قصة أهل الكهف موجودة في كل الثقافات والأديان:
تقول الآية ذات المعنى الكبير: (وَكَذَلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لا رَيْبَ فِيهَا إِذْ يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِمْ بُنْيَاناً رَبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِداً) (الكهف: 21)، (وَكَذَلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ) أي جعلنا أهل الكهف يستيقظون وجعلنا أهل البلد يصلون إليهم، لماذا؟ لسببين: أولاً: (لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ) أي أن الوكيل ينفذ كلامه وأنه لا يترك عباده، فمن أحيا حياته في سبيل الله يعاونه الله فيها ويكمل له حلمه. وثانياً: (وَأَنَّ السَّاعَةَ لا رَيْبَ فِيهَا) أي من أحياكم بعد 300 عامٍ سوف يحييكم جميعاً يوم القيامة، هذه هي العبرة الثانية، فالمعنى الأول هنا هو أن تعلموا أن الله سوف يُكلِّل عملكم بالنجاح في الدنيا، والمعنى الثاني هو أن تعلموا أنكم سوف تقابلون ربكم يوم القيامة وأن يوم القيامة آتٍ. سبحان الله! هل تتخيلون أن هذه القصة موجودة في كل ثقافات العالم؟
قصة أهل الكهف يعرفها الألمان واليوغوسلاف والصينيون واليابانيون! ابحث عنها في موقع جوجل على الانترنت وسوف تجد القصة موجودة في كل ثقافات العالم! كما أن كل الأديان تعرف هذه القصة؛ يعرفها اليهود والمسيحيون والمسلمون والبوذيون! وكأن رسالة الله هي : "بالرغم من اختلاف ثقافاتكم واختلاف دياناتكم إلا أن هناك قصة سوف تتوحدون جميعكم عليها؛ مغزاها أن الله يبعث الموتى!" هذه القصة موجودة في كل الثقافات وتم تدريسها لكل الأطفال وتَعلُمها جميع الأديان وذلك حتى يوقن الماديون الذين لا يصدقون ولا يؤمنون بيوم القيامة. قد جعل الله العظيم سبحانه وتعالى هذه القصة تتفق عليها كل ثقافات العالم ودياناته كي لا يأتي أحدهم يوم القيامة زاعماً أنه لا يعلم، فلديه الآن هذه القصة في ثقافته وفي دينه! ولذلك تدور كل آيات سورة الكهف بعد هذه القصة عن يوم القيامة وآياته، فقد مهدت قصة أهل الكهف له، فقد خلدوا الشباب للنوم مدة 300 عامٍ ثم بُعِثوا وأنت أيضاً سوف تُبعَث يوم القيامة، فهل عملت مثل عملهم وهل أقمت الإصلاح مثلما أقاموه؟
الهدف من وراء قصة أهل الكهف:
انظر لباقي الآيات بعد قصة أهل الكهف: (وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبَالَ وَتَرَى الأَرْضَ بَارِزَةً وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَداً* وَعُرِضُوا عَلَى رَبِّكَ صَفّاً لَقَدْ جِئْتُمُونَا كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ بَلْ زَعَمْتُمْ أَلَّنْ نَجْعَلَ لَكُمْ مَوْعِدًا* وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلاَّ أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِراً وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً" (الكهف: 47-49). هناك هدفان للقصة: أولاً، اعلم أن وعد الله حق! تعلق بالأمل في الله فسوف ينصرك ويعزك! توكلي على الوكيل إن كانت حياتك ضنكاً، الجئي إلى الوكيل اليوم وألقي بحِملِكِ عليه واخلدي إلى النوم وأنتِ مطمئنة! وثانياً: اعلم أنك سوف تعود إلى الله يوم القيامة، تذكر يوم القيامة، صلِ بالليل واستعد لهذا اليوم!
نهاية قصة أهل الكهف:
بعد استيقاظ أهل الكهف وتعرف الناس عليهم ماتوا الشباب في الكهف، لماذا؟ لأن ابن القرن الأول لا يستطيع أن يعيش في القرن الرابع. لقد أصبحوا مجرد ذكريات الآن. سوف يشعرون بمشقة كبيرة إن عاشوا بعد ذلك. وتذكر أنهم عند دخولهم إلى الكهف منذ 300 عامٍ مضت كانوا قد دعوا الله قائلين: (...رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً...) (الكهف:10)، فمن الرحمة أن يموتوا الآن. لقد أيقظهم الله من نومهم لأجلنا، لأجل أن نرى الآية ونقول أن يوم القيامة حق ولكي نعمل في الدنيا ونؤمن أن الله سوف يكمل لنا حلمنا بأن نصلح من حال بلادنا.
مات أهل الكهف ومازالت قبورهم موجودة إلى الآن في الكهف. و سنذهب إلى الكهف ونرى قبورهم وندعو ونقرأ آيات سورة الكهف هناك ونستمع إليها حتى نعيش ذلك اليوم مع القرآن
لأول مرة إذاعياً عمرو خالد على راديو صوتكم اليوم الأربعاء 10 رمضان على الهواء في خيمة راديو صوتكم ً
في تمام الساعه 12:30 ليلا ت. القاهرة ، 01:30 صباحا ت. مكة
للدخول على راديو صوتكم برجاء الضغط على الرابط التالي
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]